.•¤**¤•.*.•¤**¤• بسم الله الرحمن الرحيم
.•¤**¤•.*.•¤**¤•
الســــــــــــؤال:
هل النساء
فى الجنه يغطين وجوههم
الجـــــــــــواب:
أولاً :
لا يظهر أن المرأة في
الجنه تغطي وجهها ؛ لأن الله تعالى يكسبها جمالاً فائقاً ، ويكون هذا الجمال جزاءَ
ما كانت عليه من طاعة في الدنيا ، ويكون ذلك من أجل زوجها ، حتى يهنأ ويتنعم ، بل
إن جمالها ليزداد المرة بعد المرة .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النبى
قَالَ : " إن في الجنه لسوقا يأتونها كل جمعة ،فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم
وثيابهم،فيزدادون حسنا و جمالا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا حسنا وجمالا
فتقول لهم أهلوهم:والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد
أزددتم بعدنا حسنا وجمالا " أخرجه مسلم.
وهذا دليل صريح على أن الحور العين
ليس لهن جمال ثابت بل جمالهن الخالد في زيادة.
وليس في الجنه نظر سوء ، ولا
مرض قلب حتى تلزم المرأة بتغطية وجهها ، ولا هي محل للعمل والأمر والنهي
.
ولعلَّ الأظهر أن تكون المرأة في الجنه في مملكتها تتنعم بكافه أنواع
النعيم هناك ، دون أن تكون مختلطة بالرجال ؛
وكثيرات منكن وأنا كُنت أولكن إلى
أن شرحت لى أختُ لى فى الله أمس جزاها الله خيراً كثيراً أن الأختلاط بالرجال
المقصود هو رؤية النساء الرجال من غير مُحادثة فهذا فى محل إختلاط أذا وُجدت فى نفس
المكان أى أن كان مسجد أو مواصلات عامة أو فناء كبير مدرسة أو مكتب أو الشارع
عموماً فهذا إختلاط حتى لو ضمنت المرأة أنها لا تتحدث مع الرجال مجرد تواجداها
إختلاط
قال الله عزوجل : "فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ
إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " الرحمن56
وقال تعالى : "حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ
فِي الْخِيَامِ " الرحمن72
ووصف الحور العين بأنهن قاصرات الطرف أي
:
يقصرن نظرهن وحبهن على أزواجهن ، ووصفهن بأنهن حور مقصورات في الخيام ، وليس
معنى هذا أنهن لا يخرجن من مملكتهن ، بل لهن كل ما يشتهينه مما أعده الله لأهل
الجنه ، ومثله يقال في نساء أهل الجنه
من المؤمنات .
ثانياً :
الذي يظهر أن نساء الجنه لا
يُمنعن من رؤية النبي ؛ لأنه نبي الأمة ، وهن بمثابة بناتة ، وهو أولى بالمؤمنين من
أنفسهم .
قال ابن كثير – رحمه الله –
في تفسير قوله تعالى على لسان لوط
لقومه : " هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ "هود78
النبي للأمة بمنزلة
الوالد للرجال والنساء،وأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة.
قال
مجاهد :
لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبي أبو أمته .
وقال سعيد
بن جبير :
يعني نساءهم ، هن بناته ، وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات النبي
أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
وقد جاءت البشرى في
السنَّة لكل من يراه في المنام أنه سيراه في الجنه ، وكذا جاءت البشرى لمن خشي أن
لا يراه في الجنه
أ. قال تعالى :
"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ
فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ
وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً
"النساء69
عَنْ أبي هريره قَالَ :
سمعت النبى قال : "من رآني في المنام
فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي " رواه البخاري.
وليس في هذا الحديث
دلالة على أنه سيراه ذاته في اليقظة في الحياة الدنيا؛
لأنه يحتمل أن المراد
بأنه: فسيراني يوم القيامة،
ويحتمل أن المراد: فسيرى تأويل رؤياه؛ لأن هذه
الرؤيا صادقة
بدليل ما جاء في الروايات الأخرى من قوله "فقد رآني"
الحديث.
وقد يراه المؤمن في منامه رؤيا صادقة على صفته التي كان صَلىَّ الله
عَليه وسّلمَّ عليها أيام حياته الدنيوية.
وعن عائشه رضى الله عنها قالت
:
جاء رجل إلى النبي فقال : يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وأحب إلي من أهلي
، وأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك ،
وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنه رُفعت مع النبيين ، وإن دخلت الجنه
خشيت ألا أراك ، فلم يردَّ عليه النبي حتى نزلت عليه
"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ
رَفِيقًا " النساء69
وعن أنس بن مَالِكٍ أن النبى قال : " لغدوة في سبيل
الله أو روحة ،خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قيده –يعني سوطه-من
الجنه خير من الدنيا وما فيها و لو أطلعت امرأة من نساء أهل الجنه إلى الأرض لملأت
ما بينها ريحا ولأضاءت ما بينهما ،ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها" رواه
البخاري ومسلم.
والنصيف :هو خمار الرأس (النقاب) ، كما فسره بعض
العلماء.
القاب:القدر.
لكن يظهر أن هذا النصيف من جملة زينتها التي تتجمل
بها لزوجها ، كما يشعر به سياق الحديث الذي يذكر حسن نساء الجنه وجمالهن
.
رزقنى الله وإياكن رفقة النبى مُحمد صلوات الله وسلامه عليه وأن ننال
شفاعته فى الأخرة كما أحيينا سنته فى الدنيا ورزقنى وإياكن النظر إليه فى
الجنان
وأسألُ الله عزوجل بأسماَئه الحُسنى,وصَفاَته العُلَى أن
يَجعلَةُ خالــصاً لوجه الكَريم, وأن ينفَعَنى بِه فى حَيَاتى وبَعدَ مَمَاتى , وأن
ينفَعَ به من قَرأهُ, أو كَان سبباً فى نَشرهُ, إنهُ سُبحانُه ولى ذلك والقَادرُ